Monday 25 November 2019

17 – أين نحن من الحضارة


17 – أين نحن من الحضارة


وضعت الكثير من التعريفات بسبب الكثير من الخلافات ووجهات النظر عن ماهيّة الحضارة، وخاصة عند التحدث عن المدنية وعن الثقافة، لذلك يوجد العديد من التعريفات، يَقْصُر معظمها عن كونه جامعاً مانعاً، ووجدت أن أكثر هذه التعريفات أهمية وإختصاراً وتحديداً لمعنى الحضارة هو ما يلي: الحضارة صفة للأمّة والمجتمع تتمثّل في الرقيّ والإزدهار والقيم والمبادئ والأخلاق والسلوك والروح السائرة بين أفراد الأمّة في التنظيم والتخطيط والأوضاع السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة وكلّ هذه العناصر في ترابط فعّال متحرّك تؤدّي إلى ما يعرف بالحضارة أو التحضّر[i].
لكنّ الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي أثبتت من خلال التشريع والتطبيق بأنّها فعلاً تليق بالإنسان المكرّم المستخلف والوحيدة التي يمكنها أيضاً المحافظة على الأرض بمن وما فيها بشكل مستدام.
وتمتاز الحضارة من منظور إسلاميّ بأنّها أوسع من مفهوم الحضارة، والمدنيّة، والثقافة معاً ليشمل كافّة أبعاد الحياة الإنسانيّة، روحيّة وعقليّة وجسديّة، دنيويّة وأخرويّة، كونيّة وأرضيّة، فرديّة وعائليّة ومجتمعيّة ودوليّة، وهكذا:[ii] لأنها رؤية شاملة للكون والحياة والإنسان .. برنامج عمل ومنهاج حركة يهيمن على سائر المعطيات الحضارية: مدنية وثقافية، ولا ينضوي تحت أي جزئية منها، مهما كانت فاعلية هذه الجزئية وغنى معطياتها.
فإذا إستقرأنا الآيات القرآنيّة التي تدلّ على الحضارة أو توصّفها رأينا أنّ الحضارة في القرآن الكريم هي مطلب إلهيّ كُلِّف الإنسان به عندما كرّمه وشرّفه وفضّله الخالق عزّ وجلّ على المخلوقات كلّها التي سخّرها له، وإستخلفه في الأرض ليستعمرها وليقيم دين الله عليها ويستقيم عليه منهاجاً عامّاً وشاملاً للحياة على الأرض كما يحبّ الشارع جلّ جلاله ويرضى. لذلك زوّد الخالق البارئ المصوّر الإنسان الضعيف العجول الجزوع بكلّ المقوّمات والإمكانات التي تخوّله حمل هذه الإمانة العظيمة.
فقد أنعم عليه أولاً بنعمة الإرادة الحرّة وعلّمه تحمّل مسؤوليّة قراراته الحرّة، وزيّنه بالفكر والعلم والقدرة على التعلّم، ولقّنه إحترام العلم والعلماء وأدوات العلم، كي تكون القرارات مبنيّة على العلم والفكر، وعلّمه أنّ العلم والرأي الصائب يأخذان حيّزاً مهماً من الوقت، فألهمه الصبر والتأني والتروّي كي لا يتعجّل الأمور فيسيء الإختيار، وعلّمه وأرسل إليه الرسل يبشّرونه حسن الختام إذا صبر وأصاب وينذرونه سوء الختام إذا تعجّل فأساء إلى نفسه، وزوّده بالتشريع وناموس الحياة كي يهتدي به سواء السبيل إلى النور فلا يتيه في الظلمات الموحشة. وسخّر له المخلوقات جميعاّ لتكون عوناً له في رحلته وأمانته على الأرض، كما سخّر له قوى الطبيعة ليُعمِل عقله فيكتشف أسرارها ومنافعها وأضرارها ليطوّعها لخدمته ومنفعته في تنفيذ رسالته.

الحضارة مطلب إلهيّ

وبهذا الإستقراء للقرآن الكريم والسنّة الشريفة، لا نرى أنّ الحضارة مطلب إلهيّ فحسب، بل إنّ الحضارة هي سبب وجود الإنسان على الأرض، هذا الإنسان الذي كرّمه الخالق عزّ وجلّ وفضّله على الكثير من خلقه، وأتمنه أمانة العقل والحريّة، واستخلفه في الأرض ليعمل عليها ويستعمرها كما يحبّ الخالق الغفور الودود ويرضى، وسخّر له الكثير من المخلوقات لتساعده في هذه المهمّة الجليلة، وكافأه على توحيده وإخلاص كلّ عمل لوجهه الكريم بأنّ حوّله له إلى عبادة يجزى بها.
إذن العمل الحضاري هو إستعمار الأرض وإقامة الدين الخالص لله، بإخلاص النية لوجه الله تعالى وتبارك، وإحتساب الأجر عليه سبحانه في كلّ حركاته وسكناته ليلتفّ إذاً كلّ عمل حضاريّ، أو أيّ تحصيل علم أو عمل بنّاء يصبّ في إتجاه هذا العمل وبتوجيه العلم والشريعة بثوبٍ قشيبٍ من العبادة التي يثاب عليها فاعلها، حتى زرع شجرة أو زرعة يؤجر بسبب كل مخلوق إستفاد منها إفادة ما، وقياساً يشتمل هذا على كلّ عمل مفيد يتعدّى الإنسان إلى غيره من الناس والمخلوقات، إنّما خصّ الشجرة للإفهام على مقصد التخطيط والتفكير بالمستقبل وبالأجيال القادمة وبالإستدامة، وبطبيعة الحال يكون إعمار الإنسان من خلال العلم والعمل لكي يحمل اللاحقون شعلة الإستعمار وبناء الحضارة من السابقين هو الأهمّ والأجدى والأكثر نفعاً وأجراً، كما يقول المثل الصيني "إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة سنة فازرع إنساناً".
ولا أستطيع في هذا المقام إلاّ تذكّر أنّ الحضارة الإسلامية هي الوحيدة من بين كافة الحضارات البشريّة التي يمكنها النهوض والإنبعاث مرة أخرى في أي لحظة لأنّ مقوّمات نهوضها، كما بيّنها الشارع جلّ جلاله ليست مرتبطة بزمان أو بمكان أو بجماعات أو بأفراد، إنما ترتبط بآليات علميّة سببيّة، إذا إستكملنا المسببّات حقّقنا الأسباب، وهذا كان واقع الحال الذي كان ينطبق في كل مرة، ولن يتبدّل ولن يتحوّل.
وبنفس الدرجة من الأهمّية، علينا أن نوقن بأنّه لا توجد أيّ حضارة أخرى كرّمت الإنسان، كلّ إنسان مهما كانت سماته ومميّزاته[iii]، ووضعته فوق الكثير من المخلوقات[iv]، وإعتبرت أنّ الكون كلّه مسخّر له في مهمّته الإستخلافيّة على الأرض لإعمارها وإستعمارها، لأنّه الإنسان الذي خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلّفه وشرّفه، وأسجد له ملائكته الكرام[v]، وسخّر له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً[vi]، وأحلّ له الطيّبات التي تليق به، وحرم عليه الخبائث التي قد تؤثر سلباّ عليه أو تشينه وتخزيه أو تطعن في تكريمه[vii]. ومن كَرَم الله على النفس البشرية أنّه أنعم عليها بنعم ظاهرة وباطنة، لا تُحصى ولا تُعَدُّ[viii] لتتمّكن من أداء الأمانة المكلَّفة بها على أفضل وجه وأحسنه.
إنّها الحضارة الوحيدة التي تجعل الحياة في توازن دائم على كافّة الأبعاد والمستويات[ix]، كفيلة أن تقود البشرية لتحقيق إستعمار حقيقيّ للأرض كما يحبّ الله سبحانه وتعالى ويرضى: حضارة جمعت الدين بالعلم، ووازنت الإيمان مع العقل، ورفعت الجسد ليتطلّع دائماً نحو الروح، وأرست قواعد طلب الدنيا والآخرة يضافران معاً، وأطلقت الأخلاق السامية لتحفظ الحريّات من إعتقادية وفكرية وتعبيرية ومُلكية وإجتماعية ومالية.
إنّها الحضارة الوحيدة التي تقدّم للبشرية الدين القويم القيّم بيد، وباليد الأخرى تحثّ على تحصيل العلم، كافّة أنواع العلم. حضارة تطلب الإيمان بالله وبرسالاته، وبلقائه وبحسابه وعدالة جزائه، وتستنهض إستعمال العقل للتفكّر والتدبّر في خلق الله وآياته في مخلوقاته للتفكّر والتدبّر، للإتّعاظ والإنتفاع والإستفادة منها دون إسراف وإستثمارها دون التسبّب بأضرار. حضارة تتسلّح بالحق في وجه الباطل وتمارس القوّة لحمايته، حضارة تزيّنها مكارم الأخلاق والقيم الإنسانيّة العليا، بل وتحثّ على هذه الأخلاق في الممارسة بعد تكريسها في التشريع.
ومن واقع تكريمها للإنسان، إنها الحضارة الوحيدة التي إستطاعت تقديم تشريعات وممارسات لأسس ومفاهيم إنسانيّة لم تستطع كلّ التشريعات الوضعيّة مقارعتها بمثلها حتى بعد أربعة عشر قرناً[x]:
1.    توحيد الوجهة والقصد في أمور الإستخلاف والتعمير وأثرها على ترشيد الإنتاج والإستهلاك، مما يؤمّن إستدامة الموارد الطبيعيّة وتوزيع عادل للثروات، ويفعّل اللامركزيّة الإداريّة والتنمية المحليّة المتوازنه المستدامة والإستصلاح الشامل المتكامل لكافّة الموارد المتاحة.
2.    توحيد التشريع وفلسفته بمرجعيّة واحدة للنصوص، والإطلاق في الملك والإرادة والحرية لله وحده.
3.    توحيد الأمة في تقبّل وإستيعاب ودمج ما لا يحصى من الشعوب والأعراق والأنساب والقبائل والمعتقدات والأديان والثقافات والحضارات دون الغلبة على أيّ منها أو قهرها، مما يدفعها للمساهمة الفاعلة في محيطها دون تردّد أو حواجز نفسيّة أو ماديّة أو إجتماعيّة.
4.    "فمن مقومات الإصلاح الديني: الإصلاح السياسي المدني، على أن الإصلاحين متلازمان في الأمة الإسلامية، لا يقوم أحدهما حق القيام إلا بالآخر، والشريعة الإسلامية هادية للإصلاحين، إذ كلّ خير وصلاح للعباد يتعلّق بالمعاش والمعاد قد قررّه الإسلام"[xi].
5.    القضاء على آفات إجتماعيّة ونفسيّة وماليّة عالميّة فتّاكة مثل: القذارة والسكر والقمار والزنا والشعوذة والربا والخيلاء والإسراف والتبذير والشح والإحتكار والإقطاعيّة وعقوق الوالدين وتفكّك العائلة وتفكّك الجيرة والمجتمع. بل والقضاء على كل ما يهدّد حفظ الدين، والنفس، والمال، والعقل، والنسل، وكذلك تحفيز كل ما يصبّ في تفعيلها. وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: "اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على هذه الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل"[xii].[xiii].
وممّا لا ريب فيه أنّ هذه الشريعة العظيمة حوّلت العرب من شراذم مهمّشة إلى نواة أمّة ذات قوة جرَارة، فتحت في ثماني عقود ما تجاوزت مساحته الجفرافية ما إستعبدته الإمبراطورية الرومانية في ثمانية قرون! حيث أزالت كل الطواغيت التي كانت تتحكّم في حوض الحضارات القديمة الرازحة تحت وطأة قرون طويلة من القهر والإستبداد، فحررّت الفتوحات الإسلامية الشعوب المقهورة في أوطان الشرق وحولها وأسسّت في جزء كبير من العالم القديم الدولة العالميّة الأولى، الوحيدة في الواقع، وأصبحت هذه الدولة ملاذا آمنا لكلّ مضطهد بسبب عرقه، أو لونه، أو عقيدته.
والناظر بتجرّد إلى كل هذه الملمّات والأحداث التي تعصف بكوكب الأرض لا يسعه إلاّ التيقن من أن الحلّ الوحيد لإنقاذ البشرية من الكارثة المحققّة الوشيكة هو عودة الشريعة الإسلامية تشريعاً وعملاً: لتخرج هذه البشرية من الظلمات. ظلمات الوهم والخرافة. وظلمات الأوضاع والتقاليد. وظلمات الحيرة في تيه الأرباب المتفرقة, وفي اضطراب التصورات والقيم والموازين . . لتخرج البشرية من هذه الظلمات كلها إلى النور. النور الذي يكشف هذه الظلمات. يكشفها في عالم الضمير وفي دنيا التفكير. ثم يكشفها في واقع الحياة والقيم والأوضاع والتقاليد[xiv].



[i]  محمد توفيق السبع، قيم حضاريّة في القرآن جـ 1، ص 43
[ii]  عماد الدين خليل، مدخل إلى الحضارة الإسلامية، ص 11
[iii]  (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التِّينِ:4)
[iv]  (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (الإسراء:70)
[v]  ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ~ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ (ص:71-72)
[vi]  ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الجاثية:13)
[vii]   (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) (الأعراف:157)
[viii]  ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (النحل:18)
[ix]  (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة:143)
[x]  د. طه جابر العلواني - الخصوصية والعالمية في الفكر الإسلامي المعاصر – ص 64 – 65 - بتصرف
[xi]  محمد رشيد رضا - [تفسير المنار:4/429] - موقع المكتبة الإسلامية
[xii]  الشاطبي - [الموافقات: 1/31]
[xiii]  الشاطبي - [الموافقات: 2/552]: "وحفظ الشريعة للمصالح الضرورية وغيرها يتم على وجهين، يكمل أحدهما الآخر، وهما: حفظها من جانب الوجود لا يحققها، يوجدها، يثبتها ويرعاها وحفظها من جانب العدم بإبعاد كل ما يزيلها أو ينقصها، أو يجعلها تختل أو تتعطل، سواءً كان شيئاً واقعاً أو متوقعاً الشرع يمنعه، أي شيء يخل بالضروريات، أو ينقصها، أو يعطلها، أو يخل بها يمنعه الشرع، سواءً كان واقعاً أو متوقعاً، فإذا كان واقعاً فالشرع يريد رفعه وإزالته، وإذا كان متوقعاً فالشرع يريد منع وقوعه وتجنبه"
[xiv]  تفسير الآية الكريمة (الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (إبراهيم:1) سيد قطب - في ظلال القرآن

Friday 8 November 2019

16 – معالم من عالميّة التشريع الإسلاميّ

16 – معالم من عالميّة التشريع الإسلاميّ

معنى العالميّة في اللغة والواقع والشريعة

العالميّة في اللغّة هي إسم مؤنّث منسوب إلى عالم، مثلاً يُقَال الْحَرْبُ الْعَالَمِيَّةُ أي الْحَرْبُ الَّتِي شَارَكَتْ فِيهَا دُوَلُ الْعَالَمِ. والمقصود بالعالميّة في الواقع حركة إنسانيّة تعمل على خدمة البشريّة، وعلى التَّقارب بين الشُّعوب دون المساس بهُويّاتها وخصوصيّاتها الثقافيَّة، كما تُقَدّم بلفظ "عالميَّة الثَّقافة" ويقصد بها تعميم الثقافة بمنطق إنسانيّ، وذلك بالانتقال بالتَّراث المحليّ إلى آفاق إنسانيّة جامعة بهدف إيجاد تقارُب بين الثَّقافات في إطار التعدُّد والتنوُّع الثقافيّ[i].
أمّا في الشريعة، فإننا نقول إنّ الإسلام دين عالميّ، لأنّه دين أنزله الله جلّ جلاله وارتضاه لكلّ إنسان في كلّ أنحاء العالم منذ بداية الدعوة في مكّة المكرّمة وحتى قيام الساعة دون تمييز لجنسيّة، أو قوميّة، أو لون، أو جنس، أو جغرافيا، أو شكل، أو معتقد دينيّ، أو موقع إجتماعيّ، أو مركز ماليّ. إنّها شريعة عالميّة شاملة كاملة تصلح لكلّ إنسان في كلّ زمان وكلّ مكان وكلّ ظرف.
وقد أبرزت الشريعة الإسلاميّة العديد من الدلائل الواضحة والمؤكِّدة على هذه العالميّة على مختلف الأبعاد والأصعدة كما يمكننا أن نرى من خلال مراجعة وتدبّر الكتاب العظيم والسنة الشريفة:
1.    أنّ الله عزّ وجلّ هو ربّ العالمين، وذلك منذ أول سورة في القرآن الكريم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الفاتحة:2) وحتى آخر سورة، مؤكّدة ثلاث مرّات على ثلاثة أوجه: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ (الناس:3)، مروراً بالعديد من الآيات مثل: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(يونس:37)، و ﴿تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الحاقة:43)، و (الواقعة:80).
2.    كما أعلمنا ربّ العزّة أنه توجّه بالقرآن المجيد للعالمين، كما في الكثير من الآيات [ii]، وإن خصّ المؤمنين به بالتميّز بالأجر عمّن لم يؤمن به، وذلك واضح في أكثر من موضع، مثل: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ (الإسراء:82)، ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (طه:123)، و )يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ( (يونس:57)[iii].
3.    وأنزل الخالق عزّ وجلّ القرآن الكريم ليكون مهيمناً على الكتب السماويّة السابقة: )وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ( (المائدة:48).
4.    وأكد كذلك الباري المصوّر أن رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم هو حامل رسالة للعالمين )تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا( (الفرقان:1)، ورحمة للعالمين )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ( (الأنبياء:107)، وهداية للعالمين )وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ( (النحل:44) وقدوة للعالمين )وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ( (القلم:4).
5.    وكذلك وضع الله جلّ جلاله الكعبة المشرّفة بركة وهدى وقبلة للعالمين )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ( (آل عمران:96).
6.    ويمكننا أن نشهد أنّ الدعوة الإسلاميّة تدرّجت بالحكمة والترويّ وَاضَعَة الدعوة بإتّجاه الإنفتاح نحو العالميّة بكلّ المعاني والأبعاد منذ تأسيسها في المدينة المنوّرة بعد الهجرة. هذه الدعوة التي تُعتَبَر حتى الآن الوحيدة التّي تأخذ تحت جناحيها تعدديّة الديانات والمعتقدات والثقافات والمجتمعات والألوان والأشكال دونما طغيان على أيّ منها محقّقة العالميّة من خلال التشريع والتطبيق معاً من حيث العبادات كما من خلال المعاملات.
7.    كما نجد أن جزءاً لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية هي أدوات تهبُها إلى جانب الثوابت الليونة والمطواعية التي تمكّننا من تطبيقها في أيّ زمان ومكان وتحت أي ظرف مع الحفاظ على أسسها وثوابتها، مثل أصول الفقه والقواعد الفقهيّة الكبرى والنظريّات الفقهيّة والإجتهاد ومقاصد الشريعة، وهذه مميّزة فريدة فيها دون أيّ ندّ.
8.    كما نجد أن الحضارة الإسلاميّة هي الوحيدة التي أثبتت من خلال التشريع والتطبيق بأنّها تليق بالإنسان، كلّ إنسان دون تخصيص. ذلك الإنسان الذي كرّمه الخالق عزّ وجلّ وأسجد له ملائكته الكرام وأستخلفه في الأرض ليستعمرها وسخّر له كلّ ما فيها لتعينه على أمانته التّي أستأمنه فيها، وبالتالي هي الحضارة الوحيدة أيضاً التي يمكنها من خلال العلم والعمل وترشيد الإنتاج والإستهلاك المحافظة على الأرض بمن وما فيها بشكل مستدام دون إفراط ولا تفريط وإحلال السلام عليها.

العالميّة في وحدة الخالق عزّ وجلّ ربّ العالمين

من الواضح بمكان في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى هو ربّ العالمين، وذلك منذ أول سورة فيه عند قوله عزّ وجلّ: )الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( (الفاتحة:2) وحتى آخر سورة فيه حيث أكد على هذه الحقيقة ثلاث مرات على ثلاث أوجه في قوله جلّ جلاله: )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ~ مَلِكِ النَّاسِ ~ إِلَٰهِ النَّاسِ( (الناسٌ:3). ومن المعلوم أن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصحّ صلاة مصلٍ من دونها، لذلك يقرأها 17 مرّة في صلوات الفرائض (دون إحتساب المسنونة والأذكار اليومية)، معلناً ربوبية الله على العالمين ومُقرّاً لها في كلّ مرة.
وبنفس الوضوح يشدّد القرآن الكريم على أن الخالق واحد أحد في العديد من الآيات الكريمة كما خصص سورة الإخلاص لتلخّص التوحيد بإعجاز فائق: )قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ~ اللَّهُ الصَّمَدُ ~ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ~ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ( والتي جعلها الشارع سبحانه وتعالى تعدل ثلث القرآن ثواباً كما صحّ في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة[iv].
والتوحيد يقع من العقيدة في الصميم، كما أن الشرك بالله  جلّ جلاله من الكبائر التي صرّح أنه لا يغفرها وقد يغفر ما دونها، كما في قوله عزّ وجلّ: ‏)‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏( ‏(‏النساء‏:‏8‏)‏، والله  سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب لمن تاب وأناب كما في قوله  جلّ جلاله: )‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏( ‏(الزمر‏:‏53‏)‏‏.
وتستعرض الكثير من الآيات مختلف معاني التوحيد وعالميّة الخالق جلّ جلاله[v]، ونجد كذلك في الكتاب الكريم الكثير من الدلالات على وحدة الخالق الذي يسبّح له كلّ ما ومن في الكون[vi].

العالميّة في توجّه القرآن الكريم للعالمين

أراد الله ربّ العالمين عزّ وجلّ أن يتوجّه بالقرآن الكريم أيضاً للعالمين[vii]، لذلك يكون من المنطقيّ أن يخاطب الله سبحانه وتعالى كافّة الناس دون إستثناء لأنّهم كلّهم معنييّن بالخطاب، بأسلوب يفيد كلّ واحد منهم على قدر إستطاعته، ليفهموا هذا التوجّه بسهولة ويستطيعوا أن يستفيدوا منه كمرجع موحّد لهم مهما إختلفوا[viii]. لكنّ المطلوب بالطبع التفكّر والتدبّر والإتعاظ بمعاني القرآن الكريم[ix]، وأوضح الشارع عزّ وجلّ أن الحكمة من تنزيله باللغة العربيّة أن تكون مرجعاً واحداً موحَداً لمن يعقل ويتدّبر ويسعى[x]، وأنّ لكلّ مكلّف ثواب على قدر سعيه في التفكّر والتدّبر والإتعاظ لتحصيل العلم المطلوب والعمل التطبيقيّ بموجب هذا العلم.
ومن مظاهر العالميّة أيضاً، المعجزات والدلالات التي أخبرنا القرآن الكريم أنّها موجودة في الكون المحيط بنا وفي أنفسنا أيضاً[xi]، لمن يتفكّر ويتدبّر ويتّعظ، وبالفعل نجد في كل عصر من العصور عدد من إكتشافات علمية "حديثة" نرى لها توصيفاً أو إشارة لطيفة في الكتاب المجيد.
وكذلك نجد صفة العالميّة في الإعجاز اللغويّ المتمثّل في التحدّي الذي ورد في القرآن الكريم لكلّ مشكّك، وهو أصلاً تحدٍ للعرب في وقت كانوا فيه أهل لغة وفصاحة وبلاغة، بأن يأتوا بمثله لو أرادوا الطعن فيه، وبالتدرّج خفّض القرآن الكريم التحدي إلى الإتيان بعشر سور، وفي المرحلة الثالثة خفّض التحدي إلى الإتيان بسورة واحدة فقط، وفي كل مرحلة من التحدي يجزم لهم عدم إستطاعتهم ذلك مهما حاولوا [xii]، ولا يزال هذا التحدي العالميّ قائماً حتى اليوم، قرناً بعد قرن.

العالميّة في حفظ أسس التشريع من الضياع والتحريف

ولأنّها شريعة عالميّة كان من المنطقيّ أيضاً أن يتعهّد الله سبحانه وتعالى بحفظها من الضياع والتحريف إلى يوم القيامة ليصبح بإمكان أيّ إنسان وأيّ مجتمع من تطبيقها في كل زمان ومكان ومهما كانت الظروف[xiii]، ومقابل هذا التعهّد، يتعهّد الإنسان والمجتمع على حد سواء بتطبيق هذه الشريعة بشكل متكامل متماسك في كافّة أوجه حياة الفرد والمجتمع لتشكّل منهاج حياة يغلفهمّا جميعاً بحاكمية مقدّرة من الله، وحكمه، وسلطانه، وشرعه وحده دون أي شريك أو ندّ أو منازع، وحذّر من التطبيق الإستنسابيّ الإجتزائيّ للشريعة[xiv]. فقد روى البخاري وجماعةٌ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "الذين جعلوا القرآن عضين: هم أهل الكتاب، جَزَّأوه أجزاء، فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه"، أما المطلوب فهو الإيمان بالكتاب المجيد بأكمله دون إجتزاء أو تبديل أو تحويل[xv] [xvi].



[i]  قاموس المعاني – من الموقع
[ii]    وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (القلم:52)
    إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (التكوير:27)
    وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (يوسف:104)
    إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (ص:87)
    قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (يونس:108)
    أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (الأنعام:90)،
[iii]  (ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)،
   (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ) (البقرة:185)،
   (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ (الأنعام:19)،
   (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء:9)،
   (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) (فصلت:44)،
[iv]  الحديث الأول: أنَّ رجلًا سمع رجلًا يقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . يُردِّدُها، فلما أصبح جاء إلى رسولِ اللهِ r فذكر ذلك لهُ، وكأنَّ الرجلَ يتقالُّها، فقال رسولُ اللهِ r: ((والذي نفسي بيدِهِ، إنها لتعدلُ ثلثَ القرآنِ)). الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري| الصفحة أو الرقم: 6643 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
الحديث الثاني: احشُدوا. فإني سأقرأُ عليكم ثُلُثَ القرآنِ فحشَد مَن حشد. ثم خرج نبيُّ اللهِ r  فقرأ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. ثم دخل. فقال بعضُنا لبعضٍ: إني أرى هذا خبرًا جاءه من السماءِ. فذاك الذي أدخلَه. ثم خرج نبيُّ اللهِ r  فقال: إني قلتُ لكم: سأقرأُ عليكم ثُلُثَ القرآنِ. ألا إنها تَعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ، الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 812 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.
الحديث الثالث: أَيعجِزُ أحدُكم أن يقرأَ في ليلةٍ ثُلُثَ القرآنِ؟ " قالوا: وكيف يقرأ ثُلُثَ القرآنِ؟ قال قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، تعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ | الراوي: أبو الدرداء | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 811 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
[v]  (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ((محمد:19)
  (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ((النساء:171)
  (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ~ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (المؤمنون:92)
  (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ((الشورى:11)
  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ~الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:22)
  (وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ((البقرة:163)
  (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ((البقرة:255)
  (ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ  ((غافر:102)
  (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ~ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ((الحشر:23)
  (إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ((طه:98)
  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ((فاطر:3)
  (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ~ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( (المؤمنون:92)
  (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ((الأنبياء:22)
  (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ ((الأعراف:65)
  (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ((هود:50)
  (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) (هود:61)
  (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ (هود:84)
  (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ~وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا  ((الجن:3)
  (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ~سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا) (الإسراء:43)
[vi]  (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ((الإسراء:44)
   (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ((النور:41)
   (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ((الحديد:1)
   (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الجمعة:1).
[vii]  (لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ((يونس:37)
   (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ((يوسف:104)
   (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين ((الحاقة:43)، (الواقعة:80)
   (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ((التكوير:87)، سورة (ص:87)
   (وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِين) (القلم:52)، (الأنعام:90).
[viii]   (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [سورة النساء: 83]
    (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) [سورة النساء: 59]
    (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور: 51].
[ix]   ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [ص:29]
    ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد:24]
    ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ (النساء:82)
    ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ (المؤمنون:68)
[x]   ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (يوسف:2)
    ﴿هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ﴾ (الجاثية:20)،
[xi]  ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت:53[
[xii]  ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء 88[
    ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [سورة هود:13[
    ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ~ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة:23-24[
[xiii]  ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنّا له لحافظون﴾  (الحجر:9)
[xiv]  ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة:85)،
    ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ~ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ~ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الحجر:93:91]
[xv]  ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:7)
[xvi]  تفسير إبن كثير – موقع مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود - (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) (الحجر:91)