Sunday 14 July 2019

12 - التحرير من عبادة المخلوقين نحو حريّة عبادة الخالق

21 - التحرير من عبادة المخلوقين نحو حريّة عبادة الخالق

من الجدير بالذكر والملفت للنظر أنه لا يَرِدُ موضوع القتال أو الجهاد في القرآن الكريم إلاّ وهو مقرون بعبارة )في سبيل الله( وذلك لكي يدلّ ويؤكّد على أنّ الغاية من القتال هي غاية مقدّسة نبيلة، ألا وهي إعلاء كلمة الله، وينفي عنها أي غاية شخصيّة دنيويّة مثل الغوغاء وإحداث الفوضى أو الفساد أو الإفساد أو الإستعباد أو الطمع أو الجشع أو الإنتقام أو القهر أو السيطرة أو التسلّط أو التوسّع في الممتلكات والمستعمرات أو الإستقواء على الآخرين أو المغنم المادي أو الإستعلاء في الأرض أو حباً بالقتال والعنف[i].
وللتأكيد على هذا الهدف، إختصر القرآن الكريم الكثير من المميّزات المطلوبة من المنتصرين في رفع كلمة الله من خلال قيامهم بالعبادات على أفضل وجوهها، فنفّذوا أوامر الله وإجتنبوا نواهيه وحثّوا مجتمعهم على ذلك، كما نقرأ في الآية الكريمة: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (الحج:41)، وينصر القويّ العزيز الجبّار من ينصره، أي كما فسّر الإمام السعدي: أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه[ii]، وفي آية أخرى: )وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[iii](.
ويتضّح مدى التقبّل للآخر في القبول بأيّ شروط لإيقاع السلام عوضاً عن الحرب، إذ تعتبر الحرب وضعاً طارئاً يجب الخروج منه بأسرع وأسلم الطرق وبأقل أضرار ممكنة، خاصّة في الأرواح البشريّة المكرّمة إلاّ في سبيل رفع الفساد والإفساد[iv]، من خلال الممارسة كما في التشريع، وكذلك ترى الرحمة وعدم التعديّ والغدر، وتفادي إيقاع أي نوع من الأضرار كانت بالأنفس أو الممتلكات إلا للضرورة القصوى، فكان رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سريةٍ، أوصاه في خاصّتِه بتقوى اللهِ ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم ذكّره "بقوانين الحرب" الذي يجب أن يطبّقها بحذافيرها، بالإضافة طبعاً إلى تذكيره بهدفها السامي: [v] ((من قاتلَ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، فهوَ في سبيلِ اللهِ))[vi].
هذه الحكمة الربّانية في القانون الشرعيّ للحرب ترك أكبر الأثر وكل إحترام وتقدير حتى في نفوس أعتى عتاة أعداء الإسلام والمسلمين، لو تميّز بأدنى درجة من الإنصاف، كما جذب إلى الإسلام الكثيرين ممن كانوا معادين له لِما مرّوا به من تجربة السماحة والتواضع والميل للسلام وعدم المعاداة الشخصيّة، لا بل وما لمسوه من تطبيق المسلمين لواجبهم الشرعي من تكريم القتلى وأهليهم والأسرى والرقيق[vii]، بل ومساعدة الأسرى والرقيق على التحرّر ضمن ما يعتبره المسلمون من المسلّمات[viii].
أدّى هذا الميل إلى السلام إلى إنعدام شعور النقمة والقهر للشعوب التي خسرت الحرب مع المسلمين، بسبب عدم وجود عقليّة الغالب القاهر للمغلوب المقهور، وتفادي المسلمين بالتالي السعي إلى تدمير أوجه الحياة التي تتّصل بالمغلوب أو الإستيلاء عليها بالقّوة والقهر. بل على العكس من ذلك، كان المدنيين يُجنّبون ويلات الحرب، ويُحافَظ على كافة عناصر وممتلكات المدينة أو الشعب المغلوب دون ضرر أو أذى. ولم يكن هنالك شعور بالإنتقام والتشفّي والقهر لدى المسلمين "الغزاة"، فلم تنشأ بالمقابل مشاعر منفّرة مواجهة لها، فكان المغلوبين في الواقع يعتنقون الإسلام، أو يتقبّلونه في مجتمعاتهم، بل ومنهم من يعتمد اللغة العربيّة أو الحرف العربيّ ليصبح أساس التعامل لديهم، وينخرطون ضمن هذا المجتمع العالميّ الذي أسّس له حثّ الكتاب والسنة على المعروف والعدل والإحسان والمساواة، وبشكلٍ عامٍ تقوى الله عزّ وجلّ في كلّ علم وعمل مما ساهم في تحفيز السلام وإحقاق الحق بين المجتمعات كما بين الأفراد.
ونرى أن التشريع نصّ على أنّ الحرب عند المسلمين هي تلبية لضرورة، إما للدّفاع عن أرواح المسلمين وحرّياتهم وأموالهم وأعراضهم ضد إعتداء، أو في سبيل تأمين طرق الدعوة إلى دين الله باسم الله في سبيل الله، لا للتسلّط على عباد الله وأرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم والإستبداد بهم وقهرهم. بل بالعكس تماماً تهدف الحرب إلى تحريرهم من عبودية المخلوقين التي تقهرهم ليستطيعوا بحريّتهم أن يعبدوا الخالق دون إكراه أو تهديد أو ترويع. كما يحرّم التشريع الإسلامي القتل دون ضرورة لغير المقاتل وحتّى للمقاتل نفسه، مثلاً إذا إستسلم أو سقط جريحاً أو أسيراً، كما في قوله تعالى: )يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا( (الإنسان:7-9). وبالرغم من أهداف الحرب النبيلة عند المسلمين، فإنهم لا يتمّنون الحرب ولا يترقّبون حصولها بل هي آخر علاج أو آخر حلّ ممكن فيصبح واقعاً حتمياً لا مفرّ منه أسوة بتصرّفات الرسول العظيم صلّى الله عليه وسلّم.
وفي مراجعتنا لكتب السنن نرى أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يكن من هواة الحرب، بالرغم من إقدامه وصبره وقدراته الفائقة في هذا المجال كما في الكثير من الغزوات والحروب، بل كان يطّبق متطلّبات ومقاصد الشريعة فينأى عنها ما وجد إلى ذلك سبيلاً؛ ولذا كان صلّى الله عليه وسلّم يعرض الإسلام أو الجزية أولاً، فإن أصرّ العدُوُّ على القتال، حاربه مع إبقاء باب المسالمة مفتوحاً في أي وقت حتى بعدما تظهر بشائر النصر للمسلمين كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقبل الصلح، ويُقِرُّه، ومن ذلك ما حدث في غزوة خيبر[ix].
وكان من هديه صلّى الله عليه وسلّم أيضا مدى العفو والكرم الذي يظهرهما إذ أنّه كان يُعيد زعماء القبائل الذين حاربوه وصدُّوا دعوته إلى مناصبهم عند انتصاره عليهم؛ فقد أعاد عيينة بن حصن إلى زعامة بني فزارة[x]، مع العلم أنه كان من المحاصِرين للمدينة المنوّرة يوم الأحزاب، وذلك تحت راية غطفان، وأعاد كذلك العبّاس بن مرداس إلى زعامة بني سليم[xi]، وأعاد الأقرع بن حابس إلى زعامة بني تميم[xii]، وأعاد جيفر وعبّاد إلى زعامة عُمان[xiii]، وأعاد باذان إلى زعامة اليمن[xiv]، وأعاد المنذر بن ساوى إلى زعامة البحرين[xv]، وغيرهم كثر، وحصرُ ذلك يصعب لشدّة تكراره، وهذا دليل على سموِّ نفس النبي صلّى الله عليه وسلّم، وحُسن خلقه وعفوه[xvi].
ومن آداب الجهاد في سبيل الله أيضاً اللجوء إلى الله لدعائه والاستغاثة به وطلب نصره على الأعداء، طبعاً بعد الأخذ بالأسباب والإستعداد بأقصى درجة ممكنة كما في قوله تعالى: )وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * ۞ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ( (الأنفال:60-61)، وهذه سنّة مضى عليها أولياء الله من الأنبياء والرُسل وأتباعهم[xvii]، كما فعل نوح u عندما شعر بقوّة قومه المادية[xviii]، وكما إنتصر جنود طالوت[xix] بإذن الله[xx]. وهكذا كان النبيصلّى الله عليه وسلّم يكثر من دعاء الله والاستغاثة به، وبه اقتدى أصحابه كما قال تعالى: )إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين( [الأنفال: 9[.
ويروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائلا: "شَهِدْتُ من المِقدادِ بنِ الأسوَدِ مشهَدًا، لأن أكونَ صاحِبَهُ أحبُّ إلي مما عُدِلَ بِهِ، أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يَدعو على المُشرِكينَ، فقال: لا نقول كما قال قومُ موسَى: اذهَب أنت وربُّكَ فقاتِلا، ولكنَّا نُقاتِلُ عن يَمينِكَ وعن شِمالِكَ وبينَ يدَيكَ وخَلفَكَ فرأيتُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أشرَقَ وجهُهُ وسَرَّهُ يعني: قولَه"[xxi].
ومن مظاهر البعد عن الغدر دعوة الكفّار إلى السلم وإلى الإسلام قبل القتال، لأن المقصود من الجهاد في سبيل الله تعالى: رفع راية الإسلام، وهداية الناس إلى الله بإرادته وليس قسراً وترويعاً وتهويلاً، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله، والأصل في ذلك أن يبلّغ الناس هذه الدعوة بالوسائل الممكنة ويشرح لهم محاسن الإسلام، وأنه فُرض على كلّ الناس أن يدخلوا فيه ليس عنوة وقهراً لكن كالخيار الأنسب في الدنيا والآخرة[xxii]، وأنّه لا دين حقّ في الأرض سواه[xxiii].
أما إذا دلّت القرائن أنّهم قد تبلّغوا الدعوة بالفعل ويبيّتون للمسلمين شراً أو يتربّصون بهم الغدر والخيانة، أو يجمعون جموعهم لقتالهم، فيجب في هذه الحالة على المسلمين إستثنائياً أن يغيروا عليهم دون إنذار سابق في تحرّك إستباقيّ كما في قوله عزّ وجلّ: )وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ( (الأنفال:58)، لأن المسلمين على حق والكفّار على باطل، والفرصة إذا سنحت للمسلمين يجب عليهم اغتنامها وعدم تفويتها[xxiv]، مثلما حصل في إغارة الرسول صلّى الله عليه وسلّم على بني المُصْطَلِق وهم غافلون، وكذلك في غزوة تبوك إذ كان الروم يتحفزّون لغزو المسلمين.
وبالنظر إلى الهدف السامي لغزوات النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنّها كانت رحمةً للمستضعفين في الأرض، وحرية وسكينةً لهم، ولم تكن الحرب بقصد إحتلال أرضهم وإستعبادهم، وإنَّما كانت لتحقيق أمر الله أو عند الضَّرورة، ولمصلحةٍ عظمى هي تحرير الناس من حكم الطواغيت الظالمين الذين إستعبدوا العباد وعاثوا في الأرض الفساد؛ قال عزّ وجلّ: ﴿وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة:193)[xxv].
وهكذا تتميّز الحروب في الإسلام بالتوجيه القرآنيّ الواضح والصريح حيث لم يستثن أحداً من حقّه في العدل والمعاملة بإنصاف حتى العدو المباغض، بروحٍ واعية لأهميّة الرحمة والإنسانيّة والعدل[xxvi]. ولأنّ المبدأ النبيل للجهاد الإسلامي ليس إلا تمهيداً وتدعيماً للسلام وإرساء للأمن والإستقرار الذي أسّس الإسلام حياة الناس عليه، جعل القرآن الكريم طلب السلم حداً لنهاية الحرب لأنّه في الواقع تحقيق للغاية المنشودة أصلاً[xxvii].
وبنفس التوجيه السامي طالب القرآن الكريم المسلمين بتطبيق العهود والمواثيق وضَمِن احترامها والإلتزام بها، وحرّم الغدر والخيانة حتى في حقّ من ينكث العهد؛ وفي تفسير الطبري: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (وإما تخافن)، يا محمد، من عدو لك بينك وبينه عهد وعقد، أن ينكث عهد. وينقض عقده، ويغدر بك =وذلك هو " الخيانة " والغدر =(فانبذ إليهم على سواء)، يقول: فناجزهم بالحرب, وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم، بما كان منهم من ظهور أمار الغدر والخيانة منهم،  حتى تصير أنتَ وهم على سواء في العلم بأنك لهم محارب, فيأخذوا للحرب آلتها, وتبرأ من الغدر =(إن الله لا يحب الخائنين)، الغادرين بمن كان منه في أمان وعهد بينه وبينه أن يغدر به فيحاربه، قبل إعلامه إياه أنه له حرب، وأنه قد فاسخه العقد[xxviii].


[i]  ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ (البقرة:190)
     ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ~ وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:120-121)
[ii]  تفسير الإمام السعدي - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد:7)
[iii]  الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج:40)
[iv]  مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (المائدة:32)
[v]   كان رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إذا أمَّرَ أميرًا على جيشٍ أو سريةٍ ، أوصاه في خاصتِه بتقوى اللهِ ومن معه من المسلمين خيرًا. ثم يقول له: ((اغزوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ. قاتِلوا من كفر باللهِ. اغزوا ولا تَغُلُّوا ولا تغدِروا ولا تُمَثِّلوا ولا تقتلوا وليدًا. وإذا لقِيتَ عدوَّك من المشركين فادعُهم إلى ثلاثِ خصالٍ (أو خلالٍ). فأيتهنَّ ما أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم. ثم ادعُهم إلى الإسلامِ. فإن أجابوك فاقبلْ منهم وكفَّ عنهم. ثم ادعُهم إلى التحوُّلِ من دارِهم إلى دارِ المهاجرين. وأخبِرهم أنهم، إن فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فإن أبَوا أن يتحوَّلوا منها، فأخبِرْهم أنهم يكونون كأعرابِ المسلمين. يجري عليهم حكمُ اللهِ الذي يجري على المُؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمةِ والفيءِ شيءٌ. إلا أن يجاهِدوا مع المسلمين. فإن هم أبَوا فسَلْهم الجزيةَ. فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم. فإن هم أبوا فاستعِنْ بالله وقاتِلْهم. وإذا حاصرت أهلَ حصنٍ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ نبيِّه. فلا تجعلْ لهم ذمَّةَ اللهِ وذمَّةَ نبيِّه. ولكن اجعلْ لهم ذِمَّتَك وذمَّةَ أصحابِك. فإنكم، أن تُخفِروا ذِمَمَكم وذِمَمَ أصحابِكم، أهونُ من أن تُخفِروا ذِمَّةَ اللهِ وذِمَّةَ رسولِه. وإذا حاصرتَ أهلَ حِصنٍ، فأرادوك أن تنزلَهم على حكمِ اللهِ، فلا تنزلْهم على حكمِ اللهِ. ولكن أَنزِلْهم على حكمِك. فإنك لا تدري أُتصيبُ حكمَ اللهِ فيهم أم لا))
الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1731 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
 [vi]  سُئل رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: عن الرجلِ يقاتل شجاعةً، ويقاتل حمِيَّةً، ويقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((من قاتلَ، لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، فهوَ في سبيلِ اللهِ))، الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3126 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح، الراوي: أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1904 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
[vii]  كانَت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ حضرَه الموتُ: ((الصَّلاةَ وما ملَكت أيمانُكم)) حتَّى جعلَ يغرغِرُ بِها في صدرِه وما كان يفصِحُ بِها لسانُهُ
   الراوي: أنس بن مالك | المحدث: ابن الملقن | المصدر: شرح البخاري لابن الملقن | الصفحة أو الرقم: 21/645 | خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد | التخريج: أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7095)، وابن ماجه (2697)، وأحمد (12169) باختلاف يسير.
[viii]  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (الإنسان:8-9)
[ix]  حيث يقول ابن كثير: "فلما أيقنوا [أي يهود خيبر] بالهلكة، وقد حصرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة عشر يومًا نزل إليه ابن أبي الحقيق؛ فصالحه على حقن دمائهم ويُسيِّرُهم، ويُخلُّون بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين ما كان لهم من الأرض والأموال والصفراء والبيضاء والكِراع والحلقة وعلى البزِّ، إلا ما كان على ظهر إنسان[أي ثيابهم]، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((وبرِئتْ مِنْكُمْ ذِمّةُ اللهِ وذِمّةُ رسُولِهِ إِنْ كتمْتُمْ شيْئًا)). فصالحوه على ذلك
      ابن كثير: السيرة النبوية 3/376، نقلا عن مقالة راغب السرجاني - أخلاق رسول الله في الحروب وبعدها - من موقع قصة الإسلام - بتصرف
[x]  ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/153.
[xi]  المصدر السابق
[xii]  المصدر السابق
[xiii]  المصدر السابق
[xiv]  ابن كثير: البداية والنهاية 4/270.
[xv]   ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/263.
[xvi]  راغب السرجاني - أخلاق رسول الله في الحروب وبعدها - من موقع قصة الإسلام - بتصرف
[xvii]  (وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) (آل عمران:146-147)
[xviii]  (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر) (القمر:2)
[xix]  (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله) [البقرة: 250-251[
[xx]  المصدر السابق
[xxi]  الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3952 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح[
[xxii]  وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (الفتح:13)
[xxiii]  (ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران:85) - (إن الدين عند لله الإسلام) (آل عمران:19)
[xxiv] ((المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِص على ما ينفعُكَ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ، وإن أصابَكَ شيءٌ، فلا تقُل: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا، ولَكِن قل: قدَّرَ اللَّهُ، وما شاءَ فعلَ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ))، الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2664 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
[xxv]  راغب السرجاني - أخلاق رسول الله في الحروب وبعدها - من موقع قصة الإسلام - بتصرف
[xxvi]  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ (المائدة:8)
[xxvii]  ﴿فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ (النساء:90)،
     ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنفال:61)
[xxviii]  ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ (الأنفال:58)
تفسير الطبري - موقع مشروع المصحف الإلكتروني – جامعة الملك سعود